| محمود درويش .. وطن في قصيدة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
كبرياء وطن جبهاوي جديد
عدد الرسائل : 18 العمر : 32 الدولة : فلسطين Personalized field : تاريخ التسجيل : 06/11/2007
| موضوع: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2007-11-14, 19:59 | |
| عابرون في كلام عابر ---------------------------------------------
أيها المارون في الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ، وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
إنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخري- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفلة عشاء راقص ... وانصرفوا
وعلينا , نحن , أن نحرس ورد الشهداء
وعلينا , نحن , أن نحيا كما نحن نشاء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر , مروا أينما شئتم .. ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
:و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر أو حجل
فخذوا الماضي , إذا شئتم , إلى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد , إن شئتم
على صحن خزف
فلنا ما ليس يرضيكم : لنا المستقبل
ولنا في أرضنا ما نعمل
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدّسوا أوهامكم في حفرة مهجورة , وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى المسدس
ولنا ما ليس يرضيكم هنا , فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا .. والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من برنا ... من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء , واخرجوا
من ذكريات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة!..
عدل سابقا من قبل في 2007-11-14, 20:01 عدل 1 مرات | |
|
| |
كبرياء وطن جبهاوي جديد
عدد الرسائل : 18 العمر : 32 الدولة : فلسطين Personalized field : تاريخ التسجيل : 06/11/2007
| موضوع: رد: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2007-11-14, 20:00 | |
| في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات. العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.
أنا الأرض
والأرض أنت
خديجةُ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.
-2-
أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح
أُسمّي الحصى أجنحة
أسمّي العصافير لوزاً وتين
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ
وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين.
-3-
وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،
وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،
غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...
وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض
في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا
مواعيد غامضةً
واحتفالاً بسيطاً
ونكتشف البحر تحت النوافذ
والقمر الليلكي على السرو
في شهر آذار ندخلٌُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ
وتنهمرُ الذكريات على قريةً في السياج
وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل
كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ
وندخلُ أوّل سجنٍ
وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية:
قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ!
تر النهر يمشي إليك.
وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.
-4-
بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي!
بلادي القريبة مني.. كسجني!
لماذا أغنّي
مكاناً، ووجهي مكانْ؟
لماذا أغنّي
لطفل ينامُ على الزعفران؟
وفي طرف النوم خنجر
وأُمي تناولني صدرها
وتموتُ أمامي
بنسمةِ عنبر؟
-5-
وفي شهر آذار تستيقظ الخيل
سيّدتي الأرض!
أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟
وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور
كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل
هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة-
هذا نشيدي
وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.
في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
سيّدتي الأرض!
والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
بين الرماح وبين دمي.
نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل
حصانٍ على وترِ الجنس
في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربي
وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن
يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني وأن تسكنين صهيلك
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية
أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
وهذا ربيعي الطليعي
وهذا ربيعي النهائيّ
في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.
-6-
كأنّي أعود إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أعيدُ انسجامي
أنا ولد الكلمات البسيطة
وشهيدُ الخريطة
أنا زهرةُ المشمش العائلية.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديّ
أعيدوا إليّ الهويّة!
-7-
وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال
وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات
وواضحة كالحقول
العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات.
خديجة!
- أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبّهن الجديد؟
- ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-
قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.
وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:
تحيا بلادي
من الصفر حتّى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
ستمطرُ هذا النهار!
وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايامرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلب..
في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.
-8-
أنا شاهدُ المذبحة
وشهيد الخريطة
أنا ولد الكلماتُ البسيطة
رأيتُ الحصى أجنحة
رأيت الندى أسلحة
عندما أغلقوا باب قلبي عليّاً
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوّل
صار قلبي حارةْ
وضلوعي حجارةْ
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل
-9-
وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر. "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّرُ ! هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.
فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي
سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدةىً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتُ في التداعي. رأيتُ شهيدين يستمعان إلى البحر:عكّا تجئ مع الموج.
عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.
ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!
إن الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.
فيا وطن الأنبياء...تكامل!
ويا وطن الزراعين.. تكاملْ!
ويا وطن الشهداء.. . تكامل!
ويا وطن الضائعين .. تكامل!
فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.
وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.
-10-
مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة
وعيناك نائمتان
أعودُ ثلاثين عاماً
وخمس حروبٍ
وأشهدُ أنّ الزمانْ
يخبّئ لي سنبلة
يغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساءُ مساء
وكان المغنّي يغنّي
ويستجوبونه:
لماذا تغنّي؟
يردّ عليهم:
لأنّي أغنّي
.....
وقد فتّشوا صدرهُ
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتّشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
وقد فتشوا صوته
فلم يجدوا غير حزنه
وقد فتّشوا حزنه
فلم يجدوا غير سجنه
وقد فتّشوا سجنه
فلم يجدوا غيرهم في القيود
وراء التّلال
ينامُ المغنّي وحيداً
وفي شهر آذار
تصعدُ منه الظلال
-11-
أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيّة في الفجر
هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني
يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجة
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.
يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا
أنا الأرضُ منذ عرفت خديجة
لم يعرفوني لكي يقتلوني
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض
هذا الترابُ ترابي
وهذا السحابُ سحابي
وهذا جبين خديجة
أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ
رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..
قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر
هذا احتمال الذهابُ الجديد إلى العمر،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض: هل نهضت
طفلتي الأرض!
هل عرفوك لكي يذبحوك؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟
وهل عرفوك لكي يذبحوك
وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟
أنا الأرض..
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جسدي!
أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جسدٍ
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمرّوا
لن تمرّوا
لن تمرّوا!
| |
|
| |
كبرياء وطن جبهاوي جديد
عدد الرسائل : 18 العمر : 32 الدولة : فلسطين Personalized field : تاريخ التسجيل : 06/11/2007
| موضوع: رد: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2007-11-14, 20:02 | |
| تصبحون على وطن .....
من ديوان ورد أقل
محمود درويش
عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو
وأحرسهم من هواة الرِّثاء
أقول لهم :
تُصبحون على وطن، من سحابٍ ومن شجرٍ، من سراب وماء
أهنئُهُم بالسلامةِ من حادثِ المُستحيل ومن قيمة المذبح الفائضة وأسرقُ وقتَا لكي يسرقوني من الوقتِ.
هل كُلُنا شهداء؟
وأهمس :
يا أصدقائي اتركوا حائطاَ واحداً، لحبال الغسيل، اتركوا ليلةًَ للغناء
اُعلِّق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلاً، وناموا على سلم الكرمة الحامضة
لأحرس أحلامكم من خناجر حُراسكم وانقلاب الكتاب على الأنبياء
وكونوا نشيد الذي لا نشيد له
عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء أقول لكم : تصبحون على وطنٍ
حمّلوه على فرس راكضه
وأهمس :
يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا ...
حبل مشنقةٍ غامضه !
| |
|
| |
كبرياء وطن جبهاوي جديد
عدد الرسائل : 18 العمر : 32 الدولة : فلسطين Personalized field : تاريخ التسجيل : 06/11/2007
| موضوع: رد: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2007-11-14, 20:04 | |
| إلى أمي ________________________________________________
أحنُّ إلى خبزِ أمّي وقهوةِ أمّي ولمسةِ أمّي وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ يومِ وأعشقُ عمري لأنّي إذا متُّ أخجلُ من دمعِ أمّي * * * خذيني، إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهُدبكْ وغطّي عظامي بعشبٍ تعمّد من طُهرِ كعبكْ وشدّي وثاقي.. بخصلةِ شَعر.. بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ عساني أصيرُ إلهاً إلهاً أصير.. إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ! * * * ضعيني، إذا ما رجعتُ وقوداً بتنّورِ ناركْ وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ لأني فقدتُ الوقوفَ بدونِ صلاةِ نهارِكْ هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة حتّى أُشارِكْ صغارَ العصافيرِ دربَ الرجوع.. لعشِّ انتظاركْ..
| |
|
| |
صرخة امل جبهاوي جديد
عدد الرسائل : 17 العمر : 42 الدولة : انـدل ــسيه تــائــهة الوظيفة : استاذة وباحثة Personalized field : تاريخ التسجيل : 29/10/2007
| موضوع: رد: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2007-11-16, 01:11 | |
|
حبره زهرة وطن تسقي مقاومتها بدمع شعب حزين
رائع هو في كل مكان تتربع فيه الكلمة
جميل انتقاؤك هنا
دمت بود
صرخ ـه
| |
|
| |
HaKiM .
عدد الرسائل : 128 العمر : 40 الدولة : فلسطين الوظيفة : عسكري Personalized field : تاريخ التسجيل : 01/10/2007
| موضوع: رد: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2007-12-01, 15:13 | |
| بحرٌ لأيلول الجديد. خريفنا يدنو من الأبواب بحرٌ للنشيد المر ….. لمنتصف النهار بحرٌ لرايات الحمام، لظلنا ، لسلاحنا الفرديّ بحرٌ للزمان المستعار ليديكَ ، كم من موجةٍ سرقت يديك من الإشارة وانتظاري ضع شكلنا للبحر . ضع كيس العواصف عند أول صخرةٍ واحمل فراغكَ … وانكساري بحرٌ جاهزٌ من أجلنا دع جسمك الدامي يصفق لخريف المر أجراساً ستتسع الصحاري عما قليل .. حين ينقض الفضاء على خطاك.
كنا نقطة التكوين ، كنا وردة السور الطويل وما تبقى من جدار ماذا تبقى منك غير قصيدة الروح المحلّق في دخان القيامة وقيامة بعد القيامة. خذ نـُثاري وانتصر في ما يمزق قلبك العاري ويجعلك انتشارا ً للبذار قوساً يلّم الأرض من أطرافها جرساً لما ينساه سكان القيامة من معانيك انتصــــرْ، إن الصليب مجالك الحيويُّ مسراك الوحيد من الحصــــار إلى الحصــــــار. بحرٌ لأيلول الجديد . وأنت إيقاع الحديد تدقُّني سحباً على الصحراء فلتمطـــــر لأسحب هذه الأرض الصغيرة من إساري لا شئ يكســـــرنا ، وتنكسر البلاد على أصابعنا كفخارٍ وينكسر المسدس من تلهفكَ. انتصــــرْ ، هذا الصباح ، ووحد الرايات والامم الحزينة والفصول كلِّ ما أوتيت من شبق الحياة ، بطلقة الطلقات ……. باللاشئ. وحدنــا بمعجزة فلســــــــطينيةٍ……. نم يا حبيبي ، ساعةً لنمر من أحلامك الأولى إلى عطش البحار … إلى البحارِ. نم يا حبيبي ساعة ً حتى تتوب المجدلية مرة أخرى ، ويتضح انتحاري. نم ، يا حبيبي ، ساعة ً حتى يعود الروم ، حتى نطرد الحراس عن أسوار قلعتنا وتنكســــــر الصــــــواري. كي نصفق لاغتصاب نسائنا في شارع الشرف التجاري. نم يا حبيبي ساعة ً حتى نموت هي ساعة للانهيار هي ساعة لوضوحنا هي ساعة لغموض ميلاد النهار
كم كنت وحــــدك ، يا ابن أمّي ، يا ابن أكثر من أب ٍ كم كنت وحـــــدكْ القمح مـرٌّ في حقول الآخرين والماء مالح ، والغيــم فولاذ ٌ . وهذا النجم جارح وعليك أن تحيــــا وأن تحيــــــا وأن تعطي مقابل حبـّة الزيتون جلدك. كم كنت وحــــــــدك.
لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تماما في ما تبقى من دم ٍ فينا… لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه و اليتامى يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة يا ابن السيدة البحيرات البعيدة ، يا ابن من يحمي القدامى …. من خطيئتهم ويطبع فوق وجه الصخر برقا ً أو حماما
لحمي على الحيطان لحمك ، يا ابن أمي جسد ٌ لأضراب الظلال وعليك أن تمشي بلا طر ُق ٍ وراء ٌ ، أو أماما ً ، أو جنوبا ً أو شمال وتحرّك الخطوات بالميزان حين يشــاء من وهبوك قيدك ليزينوك ويأخذوك إلى المعارض كي يرى الزوار مجدك كم كنت وحـــــــــــــــــــــدك ! كم كنت وحـــــــــــــــــــــدك !
هي هجرة أخرى … فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما سقط السقوطُ ، وأنت تعلو فكرة ً ويدا ً و … شاما ! لا بر ّ إلا ســــــــــــــــــاعداك لا بحر إلا الغامض الكحلي ّ فيك فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ حتى لا يعلقها وساما واكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما .
كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا وتقاسموك وأنكروك وخبـّأوك وأنشأوا ليديك جيشا حطـّوك في حجر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم ورموك في بئــر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم وأطلت حربك َ ، يا ابن أمي ، ألــف عام ٍ ألــف عام ٍ ألــــف عام ٍ في النهار. فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة ِ والفرار ِ . هم يســـــــرقون الآن جلدك فاحـذر ملامحهم ….. وغمدك كم كنت وحدك ِ ، يا ابن أمي ، يا ابن اكثر من أبٍ ، كم كنت وحــدك !.
والآن ، والأشياء سيدة ٌ ، وهذا الصمت عال ٍ كالذبابه هل ندرك المجهول فينا ؟ هل نغني مثلما كنا نغني ؟ سقطت قلاع قبل هذا اليوم ، لكن الهواء الآن حامض . وحدي أدافع عن هواء ٍ ليس لي وحدي أدافع عن هواء ٍ ليس لي وحدي على سطح المدينة واقف ٌ .. أيوب مات ، وماتت ِ العنقاء ُ ‘ وانصرف َ الصحابة وحـــدي . أراود نفسي َ الثكلى فتأبى أن تســاعدني على نفسي ووحـــدي …. كنت وحدي عندما قاومت وحــدي … وحدة الروح الأخيــرة …
لا تذكر الموتى ، فقد ماتوا فرادى أو .. عواصــم سأراك في قلبي غدا ً ، سأراك في فلبي وأجهش يا ابن أمي باللغة لغـة ٍ تفتـش عن بنيها ، عن أراضيها وراويهـا تموت ككل من فيها ، وترمى في المعاجم . هي آخـر النخل الهزيل وساعة ُ الصحراء ِ ، آخـر ما يدل على البقايا كـانــــوا ! ولكن كنت وحدك كم كنت وحدك تنتمي لقصيدتي ، وتمد ّ زنـدك ، كي تحوّلها سلالم ، أو بلادا ً ، أو خواتـم كم كنت وحدك يا ابن أمي يا ابن أكثر من أبٍ كم كنت وحــــدك !…
والآن ، والأشياء سيـّدة ٌ ، وهذا الصمت يأتينا سهاما ً هل ندرك المجهول فينا . هل نغني مثلما كنا نغني ؟ آه ، يا دمنا الفضيحة ، هل ستأتيهم غماما ، هذه أمم تمر ُّ وتطبخ الأزهار في دمنا …. وتزداد انقساما . هذه أمم تفتــّش عن إجازاتها من الجَمـَل المزخرف ِ .. هذه الصحـــــــــــــــــراء تكبر من حولنــــا صحراء من كل الجهـات صحــراء تأتينا لتلتهم القصيدة والحســاما . هل نختفي فيما يفسـّـرُنا ويشبهنا وهل .. هل نستطيع الموت في ميلادنا الكحلي ّ أم: نحتل مئذنة ونعلن في القبائل أن يثرب أجرت قرآنها ليهود خيبر ؟ الله أكـبــر هـذه آياتنا ، فأقرأ باســم الفـــــدائي الذي خلقا من جزمة أُفـُقا . باسم الفــــدائي الذي يــرحل من وقتــكم .. لنائه الأول الأول .. الأول ســــندمر الهيـــكل …. ســــندمر الهيـــكل
أشــلاؤنا أســماؤنا . لا … لا مفـر ُّ . ســــقط القناع عن القناع عن القناع ، ســـقط القنـاع لا إخـوة ٌ لك يا أخي ، لا أصدقاء ُ يا صديقي ، لاقــلاع لا الماء عنـدك َ ، لا الدواء ولا الســماء ولا الدمــاء ُ ولا الشـــراع ولا الأمـــام ولا الــــوراء . حاصـــــــــــر حصارك َ ….. لا مفـر ُّ سقطت ذراعك فالتقطها واضــرب عدوك .. لا مفر ُّ وسقطت قربك ، فالتقطني واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حــر ُّ حــــر ٌّ …… وحــــر ُّ قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة ٌ فاضرب بها . اضرب عدوك .. لا مفرُّ
أشـــلاؤنا أسماؤنا حاصـر حصـارك بالجنون ِ …. وبالجنون ِ ….. وبالجنون ْ ذهب الذين تحبهم ذهبوا فإما أن تكون أو لا تكون ، ســــقط القناع عن القناع عن القناع ، ســـقط القنـاع ولا أحد ْ إلاك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان ، فاجعل كل ّ متراس ٍ بلد لا ……… لا أحـــد ْ سقط القناع : عرب ٌ أطاعوا رومهم عربٌ وباعوا روحهم عرب ٌ…. وضاعوا والله غمـّس باسمك البحري أسبوع الولادة واستراح إلى الأبد كـُن أنت َ. كـن حتى يكـــون ! لا ……… لا أحـــد ْ
هل أنا ألف ٌ ، وباء ٌ للكتابة أم لتفجير الهياكل ؟ كم سنه كنا معا ً طوق النجاة لقارة محمولة ٍ فوق السراب ودفتر الإعراب ؟ كم عرب ٌ أتوك ليصبحوا غربا ً وكم غربٌ أتاكِ ليدخل الإسلام من باب الصلاة على النبي ِّ وسنِّة النفط المقدّس ؟ كم سنة وأنا أصدِّق أن لي أمما ً ستتبعني وأنكِ تكذبين على الطبيعة والمسدَّس. كم سنة ، !
…… من تزوجني ضفائرنا لأشنق رغبتي وأموت كالأمم القديمة . كم سنه أغريتني بالمشي نحو بلادي الأولى وبالطيران تحت سمائي الأولى وباسمك كنت أرفع خيمتي للهاربين من التجارة والدعارة والحضارة كم سنة كنا نرش على ضحايانا كلام البرق : بعد هنيهة ٍ سنكون ما كنا وما سنكون إما أن نكون نهارك العالي …. وإما أن نعود إلى البحيرات القديمة. كم سنة لم تسمعيني جيدا ً . لم تردعيني جيدا ً . لم تحرميني من فواكهك الجميلة. لم تقولي: حين يبتســـم المخيم تعبس المدن الكبيرة !! كم سنه قلنا معـا ً: أنا لا أشاء ، ولا تشائين . اتفقنا . كلنـّا في البحر مـاء. كم سـنه كانت تنظـّمنا يد ُ الفوضـى: تعبنا من نظام الغاز ، من مطر الأنابيب الرتيب ومن صعود الكهرباء إلى الغرف… حريتي فوضاي . إني أعترف وسأعترف بجميع أخطائي ، وما أترف الفؤاد من الأماني ليس من حق العصافير الغناء على سرير النائمين ، والإيديولوجيا مهنة البوليس في الدول القوية : من نظام الرق ّ في روما إلى منع الكحول وآفة الأحزاب في ليبيا الحديثة. كم سنه نحن البداية والبداية والبداية .كم سنة كنا هناك . ومن هنا ستهاجر العرب ُ لعقيدة ٍ أخرى وتغترب ُ قصب هياكلنا وعروشنا قصب ُ في كل مئذنة ٍ حاو ٍ ، ومغتصب ُ يدعو لأندلس إن حوصرت حلب ُ .
… فجرا ً : يطلق البحر الرصاص على النوافذ . يفتح العصفور أغنية ً مبكرة ً. يطيـّر ُ جارنا رف ّض الحمام إلى الدخان . يموت من لا يستطيع الركض في الطرقات : قلبي قطعة من برتقال يابس. أهدي إلى جاري الجريدة كي يفتش عن أقاربه ……. أعزيه غدا ً. أمشي لأبحث عن كنوز الماء في قبو البناية. يدخل الطيران أفكاري ويقصفها فيقتل تسع عشرة طفلة يتوقف العصفور عن إنشاده…. والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي ّ والبري ّ والبحري ّ . ألـــــــف قذيفة أخرى …. ولا يتقدم الأعداء شبراً واحدا ً ما زلت حيا ً – ألف شكر ٍ للمصادفة السعيدة . يبذل الرؤساء جهدا ً عند أمريكا لتفرج عن مياه الشرب. كيف سنغسل الموتى ؟ ويسأل صاحبي : وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا عن : دولة ٍ …… أم خيمـة ٍ ؟ قلت : انتظر ! لا فرق بين الرايتين قلت : انتظر حتى تصب الطائرات جحيمها !
…..ظهرا ً : يستمر الفجر ُ منذ الفجر . تنكسر السماء على رغيف الخبز. ينكسر الهواء ُ على روؤس الناس ِ من عبء الدخان …….ولا جديد لدى العروبة !! بعد شهر يلتقي كل ُّ الملوك بكل أنواع الملوك ، من العقيد إلى الشهيد ، ليبحثوا خطر اليهود على وجود الله . أما الآن فالأحوال هادئة تماما ً مثلما كانت. والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي والبري والبحري . مليون انفجار في المدينة . هيروشيما هيروشيما وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة ، وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ٍ ومن جدوى وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية يا هيروشيما العاشق العربي أمريكا هي الطــــاعون ، والطـــــــاعون أمريكا نعسنا . أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا وأمريكا لأمريكا وهذا الأفق اسمنت ٌ لوحش ِ الجو. نفتح ُ علبة َ السردين ، تقصفها المدافع ُ نحتمي بستارة الشباك ، تهتز البناية . تقفز الأبواب . أمريكا وراء الباب أمريكا.
…… ليلا ً : يخرج الشهداء من أشجارهم ، يتفقدون صغارهم ، يتجولون على السواحل ، يرصدون الحلم والرؤيا يغطون السماء بفائض الألوان ، يفترشون موقعهم يسـمـّون الجزيرة ، يغسلون الماء ، ثم يطرزون حصارنا قططـــا ً …. ونخلا وحدنــــا ، والله فينا وحدنــــا الله فينا قد تجلى !
….أمس ِ – الآن َ – بعد َ غد ٍ : نشيد ٌ للخريف صور لما بعد النهار وظلال امرأة ٍ غريبة . وطني حقيبه وحقيبتي وطني ولكن …. لا رصيف ولا جدار. لا أرض تحتي كي أموت كما أشاء ، ولا سماء حولي لأثقبها وأدخل في خيام الأنبياء. ظهري إلى الحائط الحائط / الساقط ! وطني حقيبه وحقيبتي وطن الغجر شعب ٌ يخيـّم ُ في الأغاني والدخان شعبٌ يفتش ُعن مكان بين الشظايا والمطر. وجهي على الزهرة الزهرة / الجمرة وطني حقيبه في الليل أفرشها سريرا ً وأنام فيها أخدع الفتيات فيها أدفن الأحباب فيها أرتضيها لي مصيرا ً وأموت فيها كفـِّي على النجمة النجمة / الخيمه وطني حقيبه من جلد أحبابي وأندلس القريبة وطني على كتفي بقايا الأرض في جسد العروبه .
| |
|
| |
جيفاراجنين جبهاوي جديد
عدد الرسائل : 1 العمر : 35 الدولة : فلسطين Personalized field : تاريخ التسجيل : 16/12/2007
| موضوع: رد: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2007-12-16, 00:37 | |
| يعطيك العافيه على النقله الرائعه | |
|
| |
جبهاوي حتى الموت جبهاوي جديد
عدد الرسائل : 11 العمر : 32 الدولة : فلسطين Personalized field : تاريخ التسجيل : 15/01/2008
| موضوع: رد: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2008-01-15, 20:30 | |
| يعطيك العافيه في القصيده الجميله | |
|
| |
زيتونة فلسطين جبهاوي نشيط
عدد الرسائل : 149 العمر : 35 الدولة : فلسطين الحبيبة Personalized field : تاريخ التسجيل : 16/12/2007
| موضوع: رد: محمود درويش .. وطن في قصيدة 2008-01-15, 21:58 | |
| يسلمو اخي جبهاوي حتى الموت على الرد وعلى نشاطك في المنتدى وهلا وسهلا بيك في الملتقى الجبهاوي وبارك الله فيكي اختي كبرياء الوطن على الكلمات هذه التي تحمل في طياتها معاني وقضايا يجب ان نتذكرها ونماشي الزمان بها دتئما تحياتي الرفاقية | |
|
| |
| محمود درويش .. وطن في قصيدة | |
|