مخاطر أسلحة المقاومة العراقية

ازدادت مخاوف القوات الأمريكية من أسلحة المقاومة العراقية بعد أن أصبحت العبوات الناسفة - التي تستخدمها المقاومة العراقية في مناطق مختلفة من العراق - تحتوي على نوع بدائي من مادة النابالم الحارقة التي تصنع من مكونات عادية بسيطة، فحتى لو نجا الجنود من الشظايا، فلن يسلموا من الحروق الخطيرة الناجمة عن نيرانها. ولا تكمن خطورة قذائف النابالم في القذيفة نفسها، وإنما فيما يترتب عليها من تأثيرات سيئة لاحقاً. ولا يقتصر ضررها على ما تحدثه من حروق، بل يتجاوز ذلك إلى لفت الأنظار لأعمال المقاومة. وفي هذا الصدد يشير العميد "دان إلين" إلى أن المقاومين يفعلون ما في وسعهم لتحقيق مآربهم، حيث إن حدوث انفجار كبير يعقبه تصاعد كثيف لألسنة اللهب قمين بجذب أنظار وسائل الإعلام.
وتعد العبوات الناسفة التي تزرع على جنبات الطرق هي التي أودت بحياة نصف عدد القتلى الأمريكيين في العراق، وعزز تنامي تطويرها - بما في ذلك استخدام الحشوات المشكّلة المضادة للدروع ومادة النابالم - من مكانتها كمصدر تهديد رئيس. وفي حين أن كثير من الجنود ينجون من أذى العبوات الناسفة، فإن عدد التفجيرات يتصاعد يوماً بعد يوم، مما يعني أن الإصابات لم تنقطع وتيرتها.
وتطالب وزارة الدفاع الأمريكية - البنتاغون - الكونجرس الأمريكي بمضاعفة الميزانية المخصصة للقضاء على أجهزة التفجير المرتجلة لثلاثة أضعاف، ليتم رفع المبلغ من 2ر1 مليار دولار إلى 3ر3 مليارات، بحيث يرصد المبلغ الجديد للتعجيل بصناعة مزيد من الآليات ذات جسم على شكل V لتغيير مسار الانفجار، والتوسع في استخدام تقنية تشويش متطورة. وقد صرح العميد "دان إلين" - الذي يشغل وظيفة نائب رئيس هيئة مكافحة أجهزة التفجير المرتجلة بوزارة الدفاع الأمريكية - أن التجارب التي خاضها الجيش الأمريكي في العام الماضي قد كشفت عن التقنيات التي يمكن استخدامها على نطاق واسع؛ وما فتئ المتمردون يقاومون أحدث التقنيات بمهارة عالية.
وفي ظل سباق التسلح لن تجدي التقنية المتطورة والأموال الطائلة للقضاء على قذائف محلية الصنع. ويعلق (استيفن بيدل) - عضو مجلس العلاقات الخارجية بوزارة الدفاع الأمريكية - على ذلك بقوله: "يفرط البعض في التأكيد على أهمية العتاد بصورة أكبر من البرامج، إذ يمكن التغلب على تهديدات أجهزة التفجير المرتجلة بأساليب تكتيكية". ويستطرد قائلاً: "إن جزءاً كبيراً من التمويل الجديد سوف ينفق على مركز للتدريب على مكافحة أجهزة التفجير المرتجلة".
ولعل أبرز نجاح حققته هيئة مكافحة أنظمة التفجير حتى الآن، هو محاولتها نشر تكتيكات جديدة بسيطة. فعندما تنطلق حضيرة من الحضائر لتنفيذ دورية في العراق حالياً، فإن ضابط الصف الأقدم فيها يصدر نداءً لأفراد الدورية قائلاً: "5 و 25"، لتذكير الجنود بمسح الأرض على مسافة 5 أمتار أو 25 متراً حولهم. ويختم العميد "دان الين" تعليقه قائلاً: "ليست هناك حلول جاهزة، وإنما نسعى لتطوير قادة سريعي البديهة للتكيف مع المواقف "